أنواع اللاستثمار العقاري في تركيا

أولاً: أنواع الاستثمار العقاري اعتمادًا على نوع العقار

1. الاستثمار في العقارات السكنية

من المعروف عن أسعار العقارات السكنية في تركيا، هو أنها زادت بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، وعلى اختلاف أنواعها، سواءٌ كانت شققاً، أم فللاً، أم أراضيَ سكنية؛ ولذلك فإن العقارات قد أصبحت أداة استثمارية مهمة.

وعن الشقق في تركيا، فإن السوق العقاري التركي يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الشقق السكنية، وبشكل خاص خلال عام 2021 الذي سجل إقبالاً كبيراً على الشقق السكنية في تركيا من قِبل المستثمرين في الداخل والخارج.

وقد بلغ الإقبال في السوق الداخلية ذروته خلال الأشهر الأخيرة من عام 2021، بالتوازي مع تخفيض قيمة الفائدة للقروض السكنية الذي كان نتيجةً للتخفيض العام للفائدة في تركيا.

فقد رصدت التقارير العقارية تغيرات كبيرة في أسعار الشقق السكنية في تركيا قاربت نسبتها 100 % في بعض المناطق، وتجاوزتها في مناطق أخرى من الولايات التركية الكبرى، حيث بلغ متوسط سعر المتر المربع في شقق منطقة بشكتاش في إسطنبول -على سبيل المثال- خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول لعام2021 رقم 27 ألفاً و521 ليرة تركية!

وأما عن الاستثمار في الفلل، فإن تركيا بجمالها وتنوعها المناخي توصف بأنها تقدم خيارات مميزة عبر فللٍ راقية، وعصرية بمواصفات ممتازة.

وأما بالنسبة للاستثمار في الأراضي السكنية في تركيا، فإن كثيراً من المستثمرين يفضلون الاستثمار في الأراضي السكنية على الاستثمار في الأبنية، وذلك بسبب رغبتهم بتشييد أبنيتهم الخاصة على مساحاتٍ فارغةٍ من الأراضي وفق التصاميم الخاصة بهم.

2. الاستثمار في العقارات التجارية

لدى بحث المستثمرين عن أفضل أنواع الاستثمار العقاري ، سيجدون أمامهم فرصة الاستثمار في المباني التجارية في تركيا، والتي يمكن استخدامها لأغراض استثمارية متنوعة، إذ إن التنوع في العقارات التجارية في تركيا من أبرز ما يميز العقارات عموماً في تركيا، ولا سيما العقارات التجارية المعدة لأغراض سياحية التي تتناسب مع طبيعة تركيا وموقعها الإستراتيجي الرابط بين أوربا والشرق الأوسط، كما أن كثرة الإقبال على المباني التجارية لأغراض متعددة، جعل الطلب مرتفعاً على مختلف العقارات التجارية، وقد زادت أسعار العقارات في تركيا في الأعوام الأخيرة، وأصبح شراء العقارات التجارية للاستثمار في تركيا من أكثر الخيارات ربحية.

وتتنوع العقارات التجارية في تركيا، وعلى رأسها المكاتب التجارية، خاصة وأن تركيا أصبحت في الآونة الأخيرة قبلة للعديد من الشركات والمؤسسات العالمية والعربية -على وجه الخصوص- الأمر الذي انعكس طرداً على ازدياد الطلب على المكاتب التجارية في تركيا.

كما تبرز من بين عقارات تركيا التجارية، المحلات التجارية والتي تقدم خيارات متنوعة للراغبين بمزاولة أعمالهم التجارية، أو الراغبين بالاستثمار في المحلات التجارية  عبر تأجيرها إلى رجال أعمال آخرين، أو حتى من خلال عمليات إعادة البيع، مما يعود على المستثمرين بعوائد مالية مجزية، ورابحة.

وتمتاز المباني والعمارات لأغراض تجارية في تركيا بأنها من العقارات التجارية المثمرة، فتركيا من البلدان التي تجذب الاستثمار العقاري لأغراض متنوعة كالسياحة، والإقامة، والاستثمار التجاري.

ولا ننسى ذكر الاستثمار في فنادق تركيا، التي تعد من أشهر العقارات التجارية ذات العوائد الكبرى في الاستثمار، إذ تمتاز تركيا بالموقع الجغرافي المميز، إضافة إلى الطبيعة الخلابة التي تمتلكها، واعتدال مناخها صيفاً، وشتاءً، مما يجعل من الاستثمار في العقارات السياحية في تركيا خياراً مربحاً.

وبلدٌ مثل تركيا يصنف بأنه سياحي بامتياز، ويحتل المرتبة رقم 6 عالمياً بين أكبر وجهات السياحة المفضلة، لا بد وأنه يحتاج لشبكة قوية من الفنادق ذات السلاسل المشهورة عالمياً، والدرجات الرفيعة على مستوى التصنيف العالمي، مما يزيد من أهمية الاستثمار في فنادق تركيا.

كما أن الاستثمار في المرافق والأبنية الصحية -ومنها المستشفيات- يعد مُربحاً، وهي من الاستثمارات الواعدة التي من الممكن أن تكون عوائدها الاستثمارية مرتفعة وآمنة، نظراً للاحتياجات الصحية الدائمة والمستمرة.

3. الاستثمار في العقارات الزراعية

يسعى المستثمرون في تركيا لتنويع استثماراتهم؛ عبر وضع رؤوس أموالهم في مجالات عدة، فيبادر كثير منهم للاستثمار في البيوت، والمكاتب، والمحلات والأراضي، القابلة للبناء، ويختار آخرون من بين أنواع الاستثمار العقاري في تركيا ، الاستثمار الزراعي.

ويُعد الاستثمار الزراعي في تركيا من الاستثمارات الناجحة، فتركيا من الدول التي تدعم الاستثمار الزراعي وتطوره، وتقدم له التسهيلات المختلفة، والزراعة في تركيا تعد من الموارد الاقتصادية التي تمتاز بها البلاد عن العديد من دول العالم الأخرى، سواء أكان الاستثمار الزراعي عن طريق مستثمرين محليين، أو أجانب.

وتتحلى تركيا بعوامل ومقومات نجاح الاستثمار الزراعي فيها، من وجود المساحات الواسعة، والصالحة للزراعة، وتنوع محاصيلها، ووفرتها، ووقوعها في منطقة إستراتيجية تسهل عمليات التصدير؛ وعموماً فإن الاستثمار الزراعي في تركيا والاستثمار في العقارات الزراعية، يعد من الخيارات الاستثمارية المطروحة وبقوة في تركيا.

وليكون الاستثمار في الأراضي الزراعية في تركيا مُجدياً، ويحقق عوائد مالية مجزية، فينبغي دراسة المشروع بدقة، وأن تكون دراسات الجدوى مبنية على أسس واقعية، قائمة على استشارات متخصصين بهذا المجال، إضافة إلى متخصصين في القطاع العقاري التركي.

وعموماً فإن شراء أراض زراعية في تركيا، أو الاستثمار في مزارعها المتنوعة، يعد من الاستثمارات الواعدة؛ لأن تركيا دولة رائدة في الزراعة، وقد سخّر الله عز وجل لها تربة خصبة ومناخاً ملائماً، ومصادر وفيرة للمياه، وهي الدولة الأولى عالمياً في إنتاج كثير من المنتوجات الزراعية، مثل: التين، والبندق، والزبيب السلطاني، والمشمش المجفف، والكرز، كما تنتج تركيا أكثر من 70% من الإنتاج العالمي للفستق.

ولدى ملاحظة دعم الحكومة التركية للقطاع الزراعي، يظهر لنا أن الاستثمار في العقارات الزراعية مهم وجذاب.

ثانياً: أنواع الاستثمار العقاري اعتمادًا على الهدف من الاستثمار

1. الاستثمار العقاري بغرض الحصول على الإقامة

من أنواع الاستثمار المتعلق بالهدف المأمول من الاستثمار العقاري في تركيا ، هو الاستثمار بهدف الحصول على الإقامة في تركيا والتي تسمى (الإقامة العقارية) والتي هي: إقامة قصيرة مـتجدّدة تُمنح للأجانب الذين قاموا بعملية شراء عقار في تركيا، ومدتها عام واحد في العادة، ويحق للزّوجة والأولاد تحت سن 18 عاماً الحصول على إقامة كذلك، بوصفهم مرافقين للمالك.

وتشترك الإقامة العقاريّة (الإقامة في تركيا عن طريق شراء عقار) مع الإقامة السّياحيّة في جوانب عدّة، غير أنّ الإقامة العقارية تُعتبر أقوى من حيث قابليّة، ومدّة التّجديد الممنوحة.

وتُمكِّن إقامة التملك صاحب العقار من الإقامة على الأراضي التّركيّة، من خلال شراء شقة في تركيا والإقامة، لكن لا يحق له التّقدّم للحصول على الجنسية التّركيّة من خلال هذه الإقامة، إلا إذا كان العقار بقيمة 250 ألف دولار على الأقل، فعندها يحق للمالك التقدم بطلب الجنسية التركية مقابل شراء عقار وفقاً لشروط محددة.

وعند تجديد الإقامة العقاريّة لابدّ من وجود صك الطابو (سند الملكية) الذي مُنحت الإقامة على أساسه ولا يجوز التّقدّم بغيره!

2. الاستثمار العقاري بغرض الحصول على الجنسية التركية

من أنواع الاستثمار العقاري المتعلق بالهدف المرجو من الاستثمار في تركيا هو الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية التركية.

ففي 18من شهر أيلول عام 2018 صدر في تركيا قرار بمنح حق التقدم للحصول على الجنسية التركية للمستثمر الأجنبي الذي يتملك عقاراً بقيمة 250 ألف دولار.

وقد ظهرت آثار السماح بمنح الجنسية التركية من خلال تملك عقار، على نسب شراء العقارات بهدف الجنسية من بين جميع معاملات شراء الأجانب للعقارات في تركيا، حيث إن أكثر من -خُمس الاستثمارات العقارية للأجانب في تركيا لعام 2021، ونحو 40 من استثماراتهم في عقارات إسطنبول- كانت بهدف الحصول على الجنسية التركية!

وكانت إسطنبول قد استأثرت بنسبة 80.1 % من الاستثمارات العقارية الهادفة لنيل الجنسية في عموم تركيا، محققة المرتبة الأولى بين الولايات التركية.

ثم في المرتبة الثانية حلت أنطاليا، وفي الثالثة أنقرة، أما في المرتبة الرابعة فجاءت يلوا، وفي الخامسة مرسين، وفي السادسة ازمير، وفي السابعة بورصة، وفي الثامنة موغلا، وفي التاسعة سامسون، وفي العاشرة سكاريا.

ثالثاً: أنواع الاستثمار العقاري اعتمادًا على العائد المتوقع

هناك اختلاف واضح في نسب العوائد التي يتم تحقيقها عبر الاستثمار العقاري في تركيا؛ وذلك بالنظر إلى المدينة التي يتم فيها الاستثمار، ونوع العقار، وبالنظر إلى الشخص الذي يُقدم على عملية الشراء العقاري، ومدى خبرته، وقدرته على الاستفادة المثلى من العقار المُشترى.

وتوصف نسبة العوائد من الاستثمار العقاري في تركيا أنها من بين أعلى نسب الأرباح في تجارة العقار على مستوى أوروبا، ومرجع ذلك لعدة أسباب، نذكر منها:

• ارتفاع أسعار العقارات التركية بشكل مضطرد سنوياً، بسبب الإقبال الكبير على الاستثمار العقاري في السوق التركية.
• انخفاض نسبة الضرائب المطبقة على الأرباح الناتجة عن تجارة العقارات في تركيا.

وبالنظر إلى العوامل السابقة فإن ربح العقار في تركيا يختلف بالقياس إلى المنطقة ونوعية العقار، ومجال الاستثمار.

1. استثمار عقاري بعوائد منخفضة

من أمثلة الاستثمار العقاري ذي العوائد المنخفضة: شراء شقة سكنية وتأجيرها، أو شراء محل تجاري وتأجيره.  

2. استثمار عقاري بعوائد متوسطة

ومن أمثلة الاستثمار العقاري ذي العوائد المتوسطة، نذكر: شراء شقة، أو فيلا في منطقة سياحية وتأجيرهما إيجاراً سياحياً؛ أو شراء محل تجاري كبير في منطقة حيوية، أو مول تجاري كبير، وكذلك فإن شراء مطعم، أو مقهى يعتبر استثماراً بعوائد متوسطة.

3. استثمار عقاري بعوائد مرتفعة

ومن أمثلة الاستثمارات العقارية ذات العوائد المرتفعة، نذكر: شراء المنشآت الكبيرة، مثل: فندق، أو مستشفى، أو مصنع، أو شراء جزء من مجمع تجاري ضخم، وكذلك من الاستثمارات العقارية الكبيرة: شراء أرض وإنشاء مشروع سكني، أو تجاري كبير عليها.